ضغط الدم، هو ارتفاع، أو انخفاض القوة الصادرة من الدم على جدران الوعاء الدموي. عادةً ما يُطلق اللفظ على من يُعانون من ضغط الدم المرتفع لأنه أكثر شهرةً، ولأنه الحالة المرضية التي يتم التدخل معها بأدويةٍ على مدار سنوات إصابة الشخص بضغط الدم المرتفع.
بينما كثير من حالات ضغط الدم المنخفض هي حالات عرضية طارئة يتم علاجها بعد معرفة الأسباب ولا تحتاج إلى علاج دائم كمرضى الضغط المرتفع.
ويحدث الاختلاف في ضغط الدم نتيجة حركته. يتحرك الدم نتيجة انقباض القلب وانبساطه، فالقلب يعمل كالمضخة التي لا تتوقف أبداً. لكن في بعض الأحيان يتذبذب عمل هذه المضخة. من هنا أتت أهمية معرفة ضغط الدم ومتابعته.
المحتوى
ما أهمية معرفة ضغط الدم؟
إن الضغط الطبيعي أمرٌ حيوي للحياة، فبدونه لن تصل المواد الغذائية والهرمونات وغيره من المواد التي تسير في تيار الجسم للأعضاء. بتوقف أمداد الدم والأكسجين تموت الأعضاء، وبازدياد الضغط والإمداد عن الحد فإن الجدران الناقلة قد لا تتحمل مُحدثةً أضراراً بالغة وموتاً.
أنواع ضغط الدم
لضغط الدم عدة أنواع، معرفة جميع المقاييس أمر مهم، تخيل أن الأوردة والشرايين كخرطوم الري في الحديقة. انخفاض التدفق قد يجعل الدم ضعيفاً جداً يكاد لا يصل إلى وجهته، وبالتالي لن تصل المواد الغذائية والأكسجين، ولن يتخلص الجسم من ثاني أكسيد الكربون المتراكم فيه.
وارتفاع التدفق بشكل زائد عن الحاجة قد يتسبب في مشاكل وانفجارات في الأوردة.
وبالتالي نرى أن هناك مقياسان يتم على أساسهما معرفة ضغط الدم، الضغط عند انقباض القلب، والضغط عند انبساطه، مقارنة كلا الرقمين ببعضهما البعض يُعطينا نبذة عن ارتفاع أو انخفاض الضغط.
1. ضغط الدم الطبيعي
يكون ضغط الدم طبيعياً إذا كان الضغط الانقباضي أو الرقم الأول الذي نأخذه من السماعة أو من القارئ الإلكتروني أقل من 120، والرقم الثاني الانبساطي أقل من 80.
2. ضغط الدم المرتفع
المرحلة الأولى
يكون ضغط الدم مرتفعاً إذا كان الضغط الانقباضي أو الرقم الأول الذي نأخذه من السماعة أو من القارئ الإلكتروني بين 120-129، والرقم الثاني الانبساطي أقل من 80.
ضغط الدم المرتفع في بداية الخطر
يكون ضغط الدم مرتفعاً ويُنذر بخطر وشيك إذا كان الضغط الانقباضي أو الرقم الأول الذي نأخذه من السماعة أو من القارئ الإلكتروني بين 130-139، والرقم الثاني الانبساطي بين 80-89.
ضغط الدم المرتفع شديد الخطورة
يكون ضغط الدم مرتفعاً والشخص في مرحلة الخطر الشديد إذا كان الضغط الانقباضي أو الرقم الأول الذي نأخذه من السماعة أو من القارئ الإلكتروني أكثر من 140، والرقم الثاني الانبساطي أكثر من 90.
3. ضغط الدم المنخفض
يُعتبر ضغط الدم منخفضاً إذا كان الانقباضي أو الرقم الأول أقل من 90، والثاني أقل من 60.
وإن كان ضغط الدم المنخفض لا يسبب مشاكلاً كالمرتفع إلا أن الانخفاض الطارئ قد يكون لأسباب تحتاج إلى التدخل الطبي السريع. لكن بعض الأشخاص لديهم دائماً ضغط دم منخفض يستطيعون التعايش معه طالما هو في حده الطبيعي. كذلك الانخفاض في فترة الحمل هو أمر طبيعي مالم يزد عن الحد.
قياس ضغط الدم
مهما اختلفت أداة قياس ضغط الدم، سواء كانت الجهاز الزئبقي، أو الجهاز الإلكتروني فإننا نأخذ قراءتين. في الأول يتم وضع المشد الذي يحتوي بداخله على السماعة الطبية، أو يمكن وضعها لاحقاً إن كانت جزء منفصل عنه على منطقة المرفق.
ومن ثم يتم غلق هذا المشد والضغط على الزر أو على مصدر الهواء حتى ينتفخ ومن ثم ننتظر، في الزئبقي بعد أن يرتفع الزئبق إلى أعلى نتركه حتى ينخفض ونقرأ الرقم الذي سمعنا عنده الصوت، ثم نقرأ الرقم الذي اختفى عنده الصوت. الإلكتروني فقط ننتظر إلى أن نرى الشاشة قد استقرت برقمين البسط للانقباضي، والمقام للانبساطي.
عادةً ما يتم القياس عن طريق اليد اليسرى القريبة من القلب، ونادراً ما يتم القياس من منطقة الرسغ. ولتحديد ما إذا كان الشخص مُصاباً بارتفاع الضغط فإن العديد من القياسات يجب أن تؤخذ على مدار أسبوع ولا يمكننا أن نحكم من مقياس منفرد.
أسباب ارتفاع الضغط المفاجئ
- جهد مبذول كممارسة الرياضة.
- توتر.
- مشاكل نفسية متواصلة.
- الخوف من شيء.
- ارتفاع الضغط الناتج عن رؤية الأطباء وهو نوع من المتلازمات أو الفوبيا لدى بعض الأشخاص.
- بعض الأدوية.
أسباب انخفاض الضغط المفاجئ
- قلة شرب الماء.
- التعرق الزائد.
- عدم تناول الوجبات لفترات طويلة.
كلا الأمرين يتم التعامل معه بشكل طبيعي أي علينا معرفة السبب وإزالته. قد يكون الاستحمام حلاً جيداً لمن يعاني من ضغط دم مرتفع طارئ، أو وضع بعض الكمادات الباردة على الجبين والرقبة. أما المنخفض فشرب الماء وبعض الشوربة قد يكون حلاً جيداً.
كيف يمكن المحافظة على ضغط الدم؟
1. ممارسة الرياضة
- تضمن الرياضة الصحة للقلب.
- تقلل وتوازن مستوى الكوليسترول في الدم.
- تُزيل الضيق الحادث في الشرايين.
- تُحسّن اللياقة العام.
- تقلل مستوى التوتر.
- تحسن الحالة العاطفية.
- وغيرها من الأمور.
لكن عند ممارسة الرياضة عليك أن تتأكد من ارتداء الملابس المناسبة لها، فلا يجب أن تكون أثقل من الجو المحيط حتى لا تُصاب بانخفاض شديد في الضغط، ولا يجب أن تكون أقل من الحاجة. ومن الجيد اصطحاب بعض الماء، أو موزة في حالة ممارسة الرياضة لساعات طويلة.
أما إن كنت من الأشخاص ذوي رتم الحياة البطيء والجلوس لفترات طويلة فعليك البدء بالرياضة بشكل تدريجي حتى لا تُصاب بمشاكل الإجهاد المُفرِط.
2. الغذاء المتوازن
من المهم تناول الغذاء الصحي المفيد للقلب، فنحن لا نستطيع التحكم في الضغط دون أن نمتلك قلباً سليماً خالياً من المشاكل. الأكل غير الصحي يزيد الضغط، ويرفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
تُعتبر الأسماك، الخضار، الفواكه، والحبوب الكاملة أهم مصادر الغذاء المتوازن الصحي المفيد للقلب. ولا يجب أنْ نُغفل دور المُكملات الغذائية في كثير من الأحيان، فهي تُمدنا بالعناصر التي نفتقدها في غذاءنا.
عند حديثنا عن الغذاء المتوازن فيجب أن نعمل على تحسين سلوكنا في الطهي بالابتعاد عن مصادر الزيوت الضارة والاهتمام بزيت الزيتون وجعله في الوجبات اليومية الرئيسية، والابتعاد كذلك عن السكر والحلويات المصنعة والعصائر الجاهزة، ومن الجيد تعويد الأطفال والعائلة على الغذاء الصحي وشرح مضار الغذاء غير الصحي لهم.
والصوديوم هو أحد العناصر التي يجب أن نتحكم فيها، فملح الطعام يرفع الضغط، لهذا على من يُعانون من ضغط دم منخفض بشكل دائم أن يتناولون الشوربات على مدار اليوم، أما من يُعانون من ضغط دم مرتفع عليهم تجنب الطعام المالح أو تجنب الملح بشكل كلي.
الخلاصة
ضغط الدم الطبيعي هو أفضل ما يمكن أن تحصل عليه. أما الضغط المنخفض والمرتفع فكلاهما يُسبب المشاكل وإن كان الضغط المرتفع يسبب مشاكل أكثر من المنخفض. إلا أن الانخفاض المفاجئ لغير المعتاد عليه قد يتسبب في حوادث ومشاكل تتطلب التدخل الطبي السريع.
وكذلك الضغط الذي يرتفع لأرقام عالية جداً بشكل مفاجئ لا يمكن التعامل معه منزلياً.
في كل الأحوال مراقبة الضغط تجلب للشخص الضغط. لهذا إن كنت لا تُعاني منه فالتزم بالمقاييس العامة للصحة، لكن إن شعرت بصداع، دوار، أو بعض الأعراض غير المعروفة عليك بقياس الضغط، قد يتطلب الأمر تدخلاً بسيطاً لاستعادة توازنك مرةً أخرى والعودة بالضغط للأرقام الطبيعية.
هل تختلف أدوية الضغط فيما بينها؟
أدوية الضغط، هي تلك المستحضرات الطبية التي تقوم الشركات بتصنيعها لعلاج الضغط. وبينما ينقسم…