ما هي البواسير

البواسير كمصطلح طبي يُطْلَق على النزيف الدموي من فتحة الشرج، تُعتبر من الحالات الصعبة التي تُصيب المرء، فهي تؤثر على نشاطه اليومي، وتفاعله مع كل أمور حياته. 50-75% من الأفراد في أمريكا مُصابون بالبواسير، وهي تُعدُّ ثالث أكثر أمراض الجهاز الهضمي في العيادات الخارجية، فقسم الطوارئ في الولايات المتحدة فقط يستقبل سنوياً 4 ملايين زيارة لأشخاص يُعانون من البواسير.

أما البواسير كمصطلح تشريحي فهي تُطْلَق على الأنسجة الوعائية الضامة والعضلات الملساء التي تقع في أعمدة على طول القناة الشرجية، وهي تتواجد في الأصحاء كوسائد داعمة في الداخل. أي أنها جزء طبيعي من هيكلية الجسم.

مشاكل الأمعاء وعلاقتها مع البواسير

من المعروف أن مشاكل القولون تؤثر سلباً على المرء، قد تتسبب في الضغط على البروستاتا مُحدِثَةً فيها التهابات، وقد يؤدي الأمر إلى سرطان البروستاتا. لكن قبل أن يتطور الأمر إلى هذا سيلاحظ الشخص بعض المشاكل في حركة الأمعاء، كالإسهال الزائد، الإمساك، أو اختلاف وتراوح بينهما بشكلٍ متوترٍ غير منتظم.

قد يكون الحل لتنظيم الأمعاء قبل أن تتطور لأي مشكلةٍ أخرى بسيطاً وهو استخدام المراحيض العربية أو جلسة القرفصاء، واعتمادها كبديل عن المراحيض المرتفعة. أو بذل مجهود بدني كالسير والركض. أمّا إن لم يُجْدِ هذا الأمر نفعاً على الشخص البحث عن حل لمشكلته قبل أن تتفاقم.

عند الإصابة بالبواسير يبدأ الأمر بتورّمٍ للأوردة في المنطقة السفلية الداخلية  فيسمى بالبواسير الداخلية، وقد يتطور الأمر بتورمات تحت الجلد لكن خارج فتحة الشرج، ويسمى بالبواسير الخارجية.

لا تتحول البواسير إلى سرطان القولون أو سرطان البروستاتا، فما هي إلا وريد نازف، لكن تتشابه أعراضهما.

أعراض البواسير

علاج البواسير نهائيا

  • دم في البراز
  • ملاحظة دم في المرحاض
  • ملاحظة دم في المناديل الورقية
  • حكة في الشرج أو حوله
  • ألم عند الجلوس
  • ألم عند عملية التبرز
  • البواسير الداخلية لا يمكن ملاحظتها باللمس أما الخارجية فمن السهل ملاحظتها باللمس.

ما الذي قد يحدث إن تجاهلنا حركة الأمعاء؟

ثلاثةٌ من أصل أربعة أشخاص من البالغين يُصابون بالبواسير من وقت لآخر، تحدث البواسير نتيجة الإجهاد، الجلوس الطويل، وعدم الحركة. هذا الكسل يؤدي إلى كسل في الأمعاء وتراكم لبقايا الطعام، وتعفنات، كلما زاد الوقت الذي تقضيه الفضلات في الأمعاء زاد جفافها، وزادت صعوبة مرورها

كما أنها قد تتسبب في سرطان القولون، التهاب البروستاتا، سرطان البروستاتا، وانتفاخ الأوعية الدموية في الشرج أو ما يعرف بالبواسير. أحياناً قد تتطور البواسير إلى جلطاتٍ، ليست خطرةً لكنّها مؤلمةً، مع حدوث نزيفٍ منها. لكنها لا تتحول إلى سرطان بشكل مباشر كما ذكرنا سابقاً.

تشخيص البواسير

عند ملاحظة نزف بسيط، يمكن تجاهل الأمر لمدة مؤقتةٍ إن لم يكن مؤلماً أو مستمراً، بينما إن لاحظ الشخص استمراره أو تَسَبُّبَهُ بألم شديد لا يذهب مع المستحضرات الطبية، فإن عليه زيارة الطبيب.

يقوم الطبيب المختص بفحوصاتٍ طبيةٍ للتأكد من أن النزيف الشرجي بسبب البواسير، وليس لأسبابٍ أخرى. وعليك الحديث معه عن فترة النزف، وهل أخذت علاجات منزلية أو مراهم، وما مدى استجابة جسدك مع ما أخذته.

يتم فحص بدني لفتحة الشرج في حالتي الراحة والإجهاد، وفحص المستقيم للكشف عن أية أمراض أخرى، ويتم تصنيف البواسير على أسا درجة الهبوط، وقد يتم تنظير القولون.

متى يجب على الشخص أن يخشى من النزيف الشرجي؟

البواسير

إن كان عمرك يتعدى 40 فإن توجهك للطبيب عند ملاحظة نزيف شرجي أمراً مهماً، عليك ملاحظة البراز وأي تغير في لونه، وعادات الأمعاء، وبعض التفاصيل الأخرى التي لا بد وأن يسألك الطبيب عنها. هذه التفاصيل مهمة للتفرقة بين النزيف الشرجي الناتج عن البواسير والنزيف الشرجي الناتج عن سرطان القولون أو سرطان فتحة الشرج.

في حال كان النزيف كبيراً مما يسبب الدوار عليك التوجه مباشرةً للطوارئ لتتلقى الرعاية اللازمة.

هل تصيب البواسير الأطفال؟

من غير الشائع أن تصيب البواسير الأطفال الرضّع والمراهقين، إنها أمر نادر جداً. ولهذا أي نزف من تلك المنطقة يحتاج إلى فحص طبي سريع ودقيق.

عادة ما تكون أسباب النزف من فتحة الشرج عند الأطفال ناتجة عن الأورام الحميدة، رقة الجلد وأنسجته الرخوة، وأسباب أخرى.

يتم التشخيص للطفل تحت تأثير التخدير، وحتى المراهق قد يضطر الطبيب لاستخدام التخدير معه لما للأمر من بُعدٍ محرجٍ وعاطفي قد لا يتعامل معه المراهق بشكل سهل، وحتى إذا احتاج الشخص للتدخل الجراحي يكون مستكيناً.

أما سبب البواسير النادر لدى الأطفال هو الاحتقان الوريدي أو فشل مزمن في الكبد. قلما يؤدي الإمساك إلى البواسير في الأعمار الصغيرة، لهذا مِن المعتقد أن البواسير تتطور ببطء خلال المراحل العمرية.

علاج البواسير نهائيا

البواسير مؤلمةٌ للبالغين، لكنها للأطفال مؤلمة مخيفة، تجعل الطفل يمتنع عن إخراج البراز فيتراكم في أمعائه، وعلى الأسرة الانتباه لهذا الأمر وكسر حاجز الخوف والتعامل مع المشكلة بجديةٍ حتى لا تتراكم الأوجاع على الطفل. تصاحب عملية التغوط لديه دائماً البكاء الحاد. مع إصابة فتحة الشرج بتشققات والتهاب في المنطقة المحيطة. الاعتناء بمنطقة الشرج عند الطفل في تلك الحالة أمر مهم لتخفيف ألمه ولجعله يتفادى المزيد من الألم والالتهابات.

البواسير لدى السيدات

أظهرت دراسةٌ أُجريت ما بين 2012-2014 في بعض مستشفيات شنغهاي على نساء، أن البواسير أصابت السيدات اللواتي تجاوزن 35 من العمر مع كتلة جسدية عالية ويعملن في مهن مستقرة وحوامل في نفس الوقت بشكل أكبر من غيرهن. وأن هذا كان مرتبطاً لديهن بالنظام الغذائي، وطبيعة العمل والعوامل النفسية والإمساك وحتى الإجهاض في بعض الأحيان.

أما سبب أن المرأة الحامل معرضة أكثر من غيرها من النساء للإصابة بالبواسير فهو لارتفاع مستوى هرمون البروجسترون لديها، وانخفاض ممارستها للتمارين الرياضية، وتركيزها بشكل أكبر على الدهون والبروتينات في محاولة منها لتلبية احتياج الطفل. وكلما زاد ثقل الحمل وحجم الجنين زادت نسبة تعرضها للبواسير، ولا ينتهي الأمر هنا، بل تأتي مرحلة الولادة ويزداد الضغط معها مما يشكل إجهاداً مضاعفاً على المرأة الحامل وألماً مضاعفاً أثناء الولادة.

ترتفع نسبة السموم في دم السيدة الحامل المصابة بالبواسير، ويضطرب تمثيلها الغذائي. ولهذا ترتفع نسبة الإجهاض لدى السيدات الحوامل المصابات بالبواسير. وقد تم تسجيل عيباً خلقياً واحداً لتشوهٍ لجنينٍ أصيبت والدته بالتسمم نتيجة تراكم الفضلات في أمعائها وذلك في عام 1698. لكن تَقَدُّم العلم جعل التغلب على هذا الأمر أثناء الحمل أكثر سهولة. مما قلل الخطورة على الأم والجنين.

الخلاصة

البواسير شائعة جداً ورغم ذلك هي لا تحظى بالدراسات اللازمة, عدد الزيارات للعيادات الخارجية كبير جداً مما يشكل عبئاً اقتصادياً. الكثير يقوم بعلاج البواسير بنفسه دون وصفة طبية، وذلك عن طريق علاج البواسير بالأعشاب ، أو المتابعة عند طبيب مختص، وهذا ما يخشاه البعض لأثر النفسي لكن الألم هو ما يحملهم لهذا الأمر.

وإن بدت البواسير أمراً سهلاً غير مخيف، فإن تشابه أعراضها مع أعراض أمراض أخرى هو المخيف والذي يستدعي مراجعة طبيب في أقرب وقت، خاصةً إن تكرر الأمر بشكل كبير ملحوظ ولم يستجب للعلاجات الطبيعية.

تصيب البواسير النساء والرجال والأطفال، لكنها في الأطفال نادرة الحدوث جداً وتستدعي الدقة أكثر في الفحوصات. كما أنها تعتبر خطرةً في حالة إصابة طفل أو سيدة حامل بها. لكنها ورغم كل شيء، مُؤلمة في علاجها، مُحْرِجة في تشخيصها. إهمالها يُفاقم الوضع. والاعتناء بها ينهيها ويعيد لأمعائك استقرارها بعد الإرباك الذي أحدَثَتْه الإصابة بالبواسير.

إن وجدت هذا المقال مفيداً شاركه مع زملائك عبر منصات التواصل الاجتماعي أو عن طريق البريد.

‫شاهد أيضًا‬

عملية البواسير كل ما تريد معرفته

عملية البواسير هي عملية إزالةٍ للأوعيةِ الدمويةِ المتورمة داخل فتحة الشرج وحولها، وداخل ال…