هل يمكننا أن نتعرف على أعراض الكوليسترول بسهولة؟ إذا كان الكوليسترول هو زيادة في الدهون في مجرى الدم، فهل يمكننا ملاحظة ارتفاع مستوى هذه التراكمات التدريجي كما نلاحظ ارتفاع السكر أو ارتفاع الضغط؟ معرفة أعراض الشيء تساعد في تشخيصه المبكر، إذا كيف يمكننا تشخيص الكوليسترول مبكراً وتجنب مضاعفاته؟
المحتوى
أعراض الكوليسترول
الحقيقة الوحيدة والأكيدة هي أنّنا لا يمكن أن نعرف أعراض الكوليسترول مهما بلغت درجة ارتفاعه. نبقى نُعاني في صمت في غياب أعراض الكوليسترول، إلى حين قيامنا بفحوصات عشوائية أو سقوطنا ونحن نعاني من ذبحة قلبية أو سكتة دماغية.
وكلاهما نتيجة حتمية لارتفاع الكوليسترول، لا يمكن أنْ نُطلق عليهما أعراض الكوليسترول بل هما من مضاعفاته. هل يعني غياب أعراض الكوليسترول أننا لا نستطيع التعامل معه بأي شكل من الأشكال؟!
ذكرنا أن ارتفاع مستوى الكوليسترول ليس له أعراض واضحة، وأننا نسقط في الخطر مباشرةً، لكن هناك بعض العوامل التي نلاحظها على الجسد قد تُشير إلى احتمالية أننا مُصابون بالكوليسترول.
عوامل تشير إلى احتمالية إصابة الشخص بالكوليسترول
1. السمنة
ارتفاع الوزن أحد أسباب إصابة الشخص بارتفاع الكوليسترول الضار في الجسم، وإن كانت أعراض الكوليسترول لا تظهر إلا أن السمنة واضحة وجلية وبينة، كل ما عليك هو التوجه لأي مختبر بعد صيام 9-12 ساعة وطلب تحليل الكوليسترول ومعرفة النتائج.
عادةً ما يكون مستوى الكوليسترول مرتفعاً لغالبية الاشخاص الذين يُعانون من السمنة. فكمية الدهون الداخلة للجسم والحلويات تكون مرتفعةً وقدرة الجسم على التعامل معها وحرقها تكون منخفضةً.
لهذا عليك بسؤال نفسك:
- هل أنا مُصاب بالسمنة؟
- هل طعامي يحتوي على الكثير من منتجات الألبان عالية الدسم؟
- هل أتناول الزبد والسمن؟
- هل أتناول العديد من أنواع البيتزا؟
- هل أتناول اللحوم المليئة بالدهون؟
- هل أتناول النقانق ولحم الضلوع؟
إن كانت إجابتك “نعم” على كل أو أكثر هذه الأسئلة فأول ما تفعله حين إنهاء هذا المقال هو البدء بالصيام ثم التوجه صباحاً لأقرب مركز رعاية صحية وطلب إجراء تحليل الكوليسترول لديك، فكما ذكرنا لا نعرف أعراض الكوليسترول لكننا نمتلك بعض الدلالات التي تُشير إلى احتمالية وجوده مرتفعاً في أجسادنا.
2. الزوائد الدهنية
في حالات نادرة قد تنمو بعض الزوائد الدهنية على الجسد، عادةً تحدث لدى الأطفال الذين يُعانون من مستوى كوليسترول مرتفع. هذه الأورام الصفراء البارزة تعني مشاكل وراثية واستعداداً أعلى لتطوير الكوليسترول الضار.
وربما هذه الزوائد الدهنية رغم كونها نادرة الحدوث إلا أنها أحد أعراض الكوليسترول الوحيدة التي يمكن التنبؤ من خلالها بوجود الكوليسترول في الجسد، لكنها لا تظهر إلا لدى الأطفال في حالات نادرة كما ذكرنا.
وعليه يجب ملاحظة هؤلاء الأطفال بشكل جيد والانتباه إلى نوعية الطعام الذي يتناولونه، والتأكد من إجراء الفحوصات لهم بشكل دوريّ.
3. التعرض لمشاكل القلب
إن فوجئت بسقوطك وأنت تعاني من سكتة دماغيةٍ أو ألماً اتضح أنه لتصلب الشرايين أو لضيق في صمام القلب أو غيره من المشاكل المماثلة كألمٍ أسفل الساقين، أو عدم اتزان في السير ودوخة وغيره من الأعراض فإنك يجب أن تقوم بفحص الدهون الثلاثية والكوليسترول.
فالكوليسترول هو المسؤول الأول عن تطور مثل هذه الحالات في الشرايين والقلب والدماغ.
4. قلة الحركة
الحياة الروتينية والعمل الذي يتطلب الكثير من لحظات الجلوس هي أحد مسببات تراكم الكوليسترول وارتفاعه في الجسد. لهذا على الشخص أن يقوم بممارسة النشاط البدني ما بين 30 دقيقة إلى 120 دقيقة في اليوم. غير ذلك فإن تعرضه لارتفاع الكوليسترول ومن ثم مشاكل الكوليسترول يُصبح أكثر.
ومن المعلوم أن النشاط البدني يقلل من الوزن ويعمل على إزالة الكرش وتخسيس البطن وكلها عوامل مترابطة مع بعضها البعض ارتفاع إحداها يعني زيادة خطورة ارتفاع مستوى الكوليسترول. أي أن الحركة والنشاط البدني هي وقاية وعلاج في ذات الوقت.
5. العمر
بدءاً من عمر العشرين يجب على الشخص إجراء فحوصات الكوليسترول كل 5 سنوات. كلما زاد العمر زادت احتمالية إصابة الشخص بالكوليسترول، وتبقى فحوصات الدم الدورية هي الطريقة الوحيدة لاكتشاف هذا الشيء.
لهذا لا يجب علينا الانتظار إلى لحظة السقوط مصابين بعدة أنواع من الجلطات والسكتات، لكن التوجه لإجراء الفحوصات بشكل دوري هي أهم طرق الوقاية من مرض لا أعراض له.
6. الجنس
الرجال يبدأون في تطوير الكوليسترول في عمر مبكر عن النساء، طبيعة يوم النساء الذي يتطلب حركة دائمةً في المنزل يختلف عن الرجال الذين يُعانون من عمل يتطلب منهم لحظات جلوس طويلة.
ذكرنا سابقاً أن الشخص الذي يتعدى عمر العشرين عليه إجراء فحص الكوليسترول كل 5 سنوات. أما إن تعدى الشخص عمر 45 فإن الفحوصات السنوية تٌصبح أمراً ضرورياً. بينما النساء يُطورن الكوليسترول بشكل أكبر بعد عمر 55.
كلا الجنسين الرجال والنساء ترتفع احتمالية إصابتهم بالكوليسترول بعد عمر65 بشكل متساوي.
هل يمكن تجنب الكوليسترول؟
إن كانت أعراض الكوليسترول معدومة، ولا نستطيع معرفته دون فحوصات، إذاً فعلينا الوقاية منه. أهم طرق الوقاية من الكوليسترول هي في تجنب عوامله التي يمكننا التحكم فيها وأهمها السمنة، والتحكم في السمنة وحده كفيل بتقليص الخطر جداً.
يمكن تجنب الكوليسترول بتغيير النمط الغذائي مثل:
1. استبدال الزيوت
الطهي بزيت الزيتون بدلاً من أنواع الزبد المختلفة أو الزيوت المختلفة يُقلص من خطر الإصابة بالكوليسترول إلى درجة كبيرةٍ، أعراض الكوليسترول التي لا تظهر والمختفية يمكننا التحايل عليها قليلاُ عبر تحسين الزيوت الداخلة للجسم، وليس هذا فقط بل زيت الزيتون له العديد من الفوائد للكلى، والجهاز الهضمي، والبشرة، وغيره.
إلى جانب أنه صحي وخفيف.
2. استبدال اللحوم
بدلاً من أكل اللحوم الحمراء الغنية بالدهون أو أفخاذ الدجاج علينا البدء في تناول شرائح صدور الدجاج الخالية من الجلد. فصدر الدجاج يحتوي على الفائدة الكبيرة التي نريدها من البروتين وفي ذات الوقت سعراته الحرارية أقل من غيره من اللحوم.
كما يمكن تناول السمك أيضاً، فالسمك ليس فقط خفيف على الجسم بل يحتوي على نسبة من زيت السمك أو ما يُعرف بالأوميجا 3 وهي في حد ذاتها تمتلك القدرة على تقليص الكوليسترول الضار في الجسم والتخلص منه، لهذا يَنصح بعض الأطباء مرضى الكوليسترول بتناولها على شكل مكملات غذائية.
إلى جانب أن الأوميجا 3 تمتلك القدرة على خفض محيط الخصر وبذلك يقل خطر الإصابة بالكوليسترول. ومن هنا نرى أننا لا نحتاج لمعرفة أعراض الكوليسترول إن كان بإمكاننا الوقاية منه عبر تجنب أسبابه.
3. استبدال الحلويات المصنعة بالحلويات الطبيعية
السمنة ليست أحد أعراض الإصابة بالكوليسترول لكنها عامل من عوامل زيادة خطر الإصابة به. والسمنة ترتبط ارتباطاً مباشراً بالسكر والحلويات المصنعة والحلويات المليئة بالسعرات الحرارية كالآيسكريم وغيره.
لهذا يمكن البدء من الآن في استبدال الآيسكريم المصنع الجاهز بالآيسكريم المنزلي المصنوع من الفواكه الطبيعية غير المحلاة. ومن الجيد الإكثار من تناول الفواكه بشكلها الطبيعي، وليس على شكل عصائر محلاة.
الخلاصة
تختفي أعراض الكوليسترول بشكل شبه كّلّي، لكن الحقيقة الوحيدة أن الوقاية والعلاج في يدنا، لا يجب أن نسير وِفق أهوائنا بقدر ما يجب أن نسير وفق العادات الصحية.
الدعايات المنتشرة لمحال الأكل، والحلويات، وغيره من أنواع الدعايات التي تؤثر سلباً علينا وعلى أطفالنا علينا الحدّ من مشاهدتها، وتلك المتعلقة بكل أنواع الزيوت، وجبةٌ مُعدّةٌ بزيت الزيتون تُغني عن كثير من الوجبات التي تختلف طُرق طهيها بأي نوع آخر.
استبدل قائمة وجباتك بقائمة صحية، وحسِّن مستقبلك ومستقبل عائلتك الآن، وشارك المنشور لتعُمّ الفائدة. يسعدنا تلقي أي تعليق في المساحة المخصصة لذلك.
علاج الكوليسترول وطرق التخلص منه نهائياً
علاج الكوليسترول هو حلم الكثيرين، فتلك المادة الشمعية والتي تُعرف بالكوليسترول، وإن كان ال…