لن أقول أن أعراض ارتفاع الكوليسترول تختلف من شخص لآخر، بل إن أعراض ارتفاع الكوليسترول تكاد تكون معدومة تماماً. جسدنا يمتلك هذه المادة الشمعية التي باتت تُعرف بالكوليسترول، وإن اشتُهرت على أنها مرضٌ إلا أنها في الحقيقة مادةٌ أساسيةٌ يحتاج لها جسم الإنسان.
يستخدم الإنسان الكوليسترول في صنع هرمون الصفراوية، وفيتامين د والعديد من الأمور الأخرى. ورغم ذلك مازلنا يمكن أن نتنبأ بالمرض مع غياب أعراض ارتفاع الكولسترول.
المحتوى
أعراض ارتفاع الكوليسترول
عندما يرتفع الكوليسترول إلى حالات مرضية شديدة دون أن نعرف فإن هناك بعض العلامات النادرة التي قد تحدث، فإن كنتَ لم تُصب بارتفاع الكوليسترول من قبل، ولم تقم بفحوصات سنوية روتينية فإليك أعراض ارتفاع الكوليسترول التي قد تُفاجئك.
1. اصفرار البشرة
في بعض الأحيان تنمو مساحات مُصفرّةٌ على البشرة، عادةً ما تُصيب الأطفال الذين يُعانون من ارتفاع الكوليسترول أكثر من البالغين، عند ملاحظة هذه العلامة عليك أو على طفلك عليك التوجه سريعاً للطبيب.
2. ألم في الصدر
عادةً ما يكون الألم في الجهة اليسرى من الصدر أي في اتجاه القلب، هذا الألم دليل على وجود بعض مشاكل القلب الناتجة عن ارتفاع الكوليسترول.
3. الدوخة
ليست الدوخة دائماً أحد أعراض ارتفاع الكوليسترول، لكن إن ارتبط وجود الدوخة بألم الصدر أو بعض النمو الأصفر في الجسم كانت أحد أعراض ارتفاع الكولسترول لدى الشخص.
4. ألم أسفل القدمين
وخز في السير، أو وخز طيلة اليوم، أو وخز عند الاستيقاظ صباحاً واستمراره بعض الشيء، كل هذا من أعراض ارتفاع الكوليسترول، ولو بشكل قليل.
يختلف هذا الوخز عن الشد الناتج عن دواء الكوليسترول، فبعض أدوية الكوليسترول قد تُسبب شداً عضلياً في القدم، هذا الشد يعني أن على الشخص تقليل جرعة الدواء أو استبداله بحسب ما يرى الطبيب. أما الوخز الذي يُشبه التنميل أو ضربات الإبر هو أحد أعراض ارتفاع الكوليسترول وعليه يجب أن يتوجه الشخص للطبيب لاستشارته.
5. مشية غير مستقرة
الألم الذي يُحدثه ارتفاه الكوليسترول في أسفل القدمين قد يكون سبباً لعدم استقرار السير، وإذا كان الشخص كبير العمر فعليه الانتباه من الوقوع حتى لا يتعرض لكسور وتتضاعف المشكلة، إن لاحظ الشخص أن مشيته غير مستقرة إلى جانب وجود وخز في أسفل القدم عليه التوجه للطبيب واستشارته ومن ثم الصيام والقيام بفحص الكوليسترول.
6. الشعور بالخفقان
الكوليسترول يُحدث تضيّقاً في شرايين القلب والجسم بشكل عام. هذا الضيق يعمل على خفض نسبة الدم المتجهة للأعضاء مما يُصيب الجسد بالتعب لأقل مجهود. لهذا قد يكون الشعور بالخفقان عند صعود السلم أو السير أو القيام بأي مجهود ولو كان صغيراً أحد أعراض ارتفاع الكوليسترول، لكن ليس بالشكل الأكيد.
لهذا من الجيد إن لاحظ الشخص هذا الشعور لديه أن يستشير طبيباً مُختصاً بالذات إن تجاوز عمره 45-50 عاماً.
7. زيادة محيط الخصر
زيادة محيط الخصر ليست أحد أعراض ارتفاع الكوليسترول المباشرة، لكنها أحد العوامل التي تُدلل على أن الشخص قد يصاب به أو مصاب به، فإذا لاحظت أن محيط الخصر زاد وأنك بدأت تعاني من الكرش فقم بفحص الكوليسترول، وإن لم تُصب به فسارع في إنقاص وزنك قبل أن يتحول الأمر إلى مرض أكيد.
8. السمنة
السمنة بشكل عام والسمنة المفرطة بشكل خاص هي أحد أكبر العوامل التي تقود الشخص للإصابة بالكوليسترول، وهي ليست من أعراض ارتفاع الكوليسترول المباشرة، لكنها أحد أهم الأمور التي تُنبؤنا بوجود العديد من المخاطر في الجسم،
يبدأ عملنا في الوقاية من الكوليسترول وخفض مستواه إن كان مرتفعاً في محاربة السمنة ومنعها أو تقليل الوزن إن عانينا منها بشكل فعليّ.
9. السكتة الدماغية
هل حدثت لك، إذاً أنت الآن قد بدأت في أعراض ارتفاع الكوليسترول الخطرة، السكتة الدماغية، الجلطات، أمراض القلب، تضيق الشرايين، وغيره من المشاكل ما هي إلا أعراض ارتفاع الكولسترول المتأخرة.
الكوليسترول قاتل صامت، لهذا قد يرتفع ويصل إلى مرحلة الخطر دون أن ندري، وقد تُفاجئنا المضاعفات التي ترتبت عليه، وهنا فقط نبدأ في ملاحظة ارتفاعه، لكنها ملاحظة متأخرة جداً.
هل تختلف أعراض ارتفاع الكوليسترول في البالغين والأطفال؟
البالغين والأطفال لديهم نفس الاحتمالية للإصابة بارتفاع الكوليسترول إن توافرت أسبابه والعوامل التي تقود له. ومن عمر العشرين على الشخص البدء بإجراء فحوصات الكوليسترول، في البداية كل 5 سنوات وبعد 40 يبدأ الشخص بالقيام بالفحوصات الدورية كل سنة،
أما لدى الأطفال فلا يقوم الشخص بإجراء الفحوصات لهم إلا في حالة توافر العوامل التي تقود لذلك مثل:
1. الوراثة
بأن يكون أحد الوالدين أو كلاهما مصاب بارتفاع الكوليسترول. فإن الطفل قد يحمل جينات ارتفاع الكوليسترول لديه، لكن لا نقوم بالفحص لهذا السبب فقط، بل على بعض العوامل الأخرى أن تتواجد.
2. السمنة
ارتفاع الوزن المفرط لدى الأطفال مع وجود عامل وراثي يقودنا إلى ضرورة إجراء الفحوصات له، فلا يجب أن ننتظر أعراض ارتفاع الكوليسترول المتأخرة أن تظهر كالسكتات الدماغية والمشاكل القلبية، بل يجب أن نبدأ في إجراء الفحوصات منذ البداية لنتجنب المضاعفات.
3. النظام الغذائي
إن كان الطفل يعاني من سوء تغذية، أو تغذية مفرطة بالدهون، أو إن أدى الغذاء غير الصحي إلى السمنة فإننا يجب أن نعتبر هذا عامل من عوامل ظهور الكوليسترول أو أحد أعراض ارتفاعه غير المباشر. لهذا من الجيد القيام بفحص الأطفال ما بين 9-11 سنة، ومن ثم إعادة الفحص في عمر 17-21 مرة، ومن ثم يتم إجراء الفحص كل 5 سنوات.
من السابق نجد أن الأطفال والبالغين كل منهما معرّض للإصابة بارتفاع الكوليسترول، وأن أعراض ارتفاع الكوليسترول تغيب لدى كلاً منهما.
لهذا يجب مراقبة الأمر، وإجراء الفحوصات الدورية لتجنب الظهور المفاجئ للمشاكل المترتبة على ارتفاع الكوليسترول، وفي حال كان هناك ارتفاع للكوليسترول يجب الذهاب للطبيب وتلقي الدواء المناسب مع تغيير العادات الصحية الخاطئة وإنقاص الوزن.
مخاطر غياب أعراض ارتفاع الكوليسترول
قد يقود الإهمال وعدم القيام بالفحوصات الدورية إلى العديد من الأمور منها:
- الإصابة بالسكتات الدماغية.
- الإصابة بالأمراض القلبية.
- الإصابة بضيق الشرايين.
- تصلب الشرايين.
ومهما كانت المشاكل الأخرى التي قد تصيب الشخص فجميعها مشاكل كبيرة قد تقود للموت، وقد تقود للموت المفاجئ دون إنذار.
الخلاصة
لا حاجة لنا لمعرفة أعراض ارتفاع الكوليسترول، في الحقيقة علينا أن نتجنب عوامله التي نستطيع التحكم فيها مثل النظام الغذائي،
حسِّن نظامك الغذائي من أجل نفسك، ومن أجل أطفالك، لا تُدلل أطفالك بوهبهم كل ما يُريدون من طعام غير صحي كالآيسكريم كنوع من التقرب، لكن اجعله مرةً في الأسبوع أو حتى مرةً في الشهر، في المقابل عودهم على نمط الغذاء الصحي الذي يتناسب مع أعمارهم.
وفي بداية كل الأمور كن أنت القدوة لنفسك ولغيرك، تغيير المجتمع يبدأ من تغيير الفرد فالعائلة الصغيرة وينتشر الأمر، لو لم نكن جمهوراً لكل المحال التي تُقدم الوجبات غير الصحية، لما وُجدت تلك المحال في الأساس.
الآن، هل تعرف ما هي أعراض ارتفاع الكوليسترول؟! لا، كل ما نعرفه عن القاتل الصامت أنه يسري في أجسامنا، نحن نربيه حتى يكبر، ثم إذا كبر التهمنا فجأة. قم بقتل هذا الداء الصامت، انشر المعرفة، ابدأ بتغيير نفسك ومجتمعك. شارك المقال واترك لنا تعليقاً.
علاج الكوليسترول وطرق التخلص منه نهائياً
علاج الكوليسترول هو حلم الكثيرين، فتلك المادة الشمعية والتي تُعرف بالكوليسترول، وإن كان ال…